03 Nov
03Nov

من أعيان غريان ورجالاتها , تعلم في المدارس التركية ، رجل نابه سريع الملاحظة ، قوي الذاكرة ، بين الحجة ،معتدا ً برأيه ، ولما وقعت الحرب سنة 1911م كان في مقدمة الأعيان الذين دعوا الى الجهاد وقاموا به ،وكان معدودا من طبقة المفكرين الذين يحترم الناس آراءهم ، ولما تولى نشأت باشا إدارة الحرب لمقاومة الطليان ، عينه قائمقاما ً على غريان ، واختير عضوا ً في هيئة المفاوضة بعد صلح أوشي سنة 1912م ، وعضوا ً في مفاوضات صلح بنيادم سنة 1919م ، ومن 1911م الى 1922م لانجد مجالا ً من مجالات القول أو العمل ، إلا والهادي كعبار يشغل فيه مركزا ً يليق بمقدرته و بمكانته الاجتماعية ، وفي سنة 1922م كانت الحكومة الوطنية قد أدركتها الشيخوخة ، ونفد ما عندها من الأسلحة والأقوات ، وجلا سكان السواحل الى منطقة الجبل . وبسبب هذه العوامل ، تقدم الطليان الى ناحية الجبل ، وضعفت المقاومة ، فتقدم الهادي الى رئيس الحكومة إذ ذاك ، وكان أحمد بك المريّض ، بإدخال بعض الاصلاحات على الحالة وجمع المجاهدين ، وتقوية مواقع الضعف في صفوف المجاهدين ، وألح في ذلك ولكن الأمور وصلت إلى حال غير قابل للإصلاح ، وكانت غريان إذ ذاك مركز الحكومة الوطنية - فكانت هدف الجيوش الايطالية ، فما كان من الهادي والحالة على ماهي عليه ، إلا أن يخاطب الطليان ويرجوهم أن يبقوا على غريان ، وكان الطليان كلما احتلوا بلادا ، نكلوا ومثلوا بأهلها ونهبوا وفظعوا في غير رحمة ، فانتهز السفاح جراتزياني هذه الفرصة من الهادي كعبار ، لا ليفي للهادي بمطالبه ، ولكن ليفتك به ويقتله ، فوعده بذلك وأكد له أنه صادق فيما يقول ، وبقي الهادي كعبار بغريان واحتلت الجنود الإيطالية غريان ، ولكن جراتزياني لم ينس للهادي كعبار مواقفه الوطنية السابقة ، فلم يلبث أن قبض عليه ، ونقل إلى مصراته ، وهناك حوكم ، وحُكم عليه بالإعدام شنقا ً ، وهذا خير دليل على أنه كان مجاهدا ً فذا ً، تحسب له ايطاليا الف حساب ، فأرادت أن تتخلص منه ، وكان اعدامه في يناير 1923 م رحمه الله رحمة واسعة .


نقلا عن مدونة جبل الزعتر

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة