هو كلمات تتأرجح بين الشعر والسجع والنثر ، تتالف من ثلاث مقاطع تغنّى بالمدّ وتطويل الصوت بما يضمن قوته من جهة ، وإصلاح أي زحف في المقاطع من جهة أخرى ، وعادة ما تشارك الحاضرات جميعهن في المغنى بعد أن ينقسمن إلى فريقين يتناوبن الغناء بيتا ببيت ـ ليتمكن كل فريق من إسترجاع النفس كل مرة ـ . ويزخرف هذا المغنى ، ربما للحفاظ على الوزن وموسيقى الكلمة ، بآهات واصوات إضافية قد تجعل من البيت المغنّى غير واضح تماما للسامعين من غير العارفين بهذا الفنّ . ومواضيع "البوطويل" عادة تنصبّ في الإستبشار والتفاءل بالفرح ، ومدح العريس والتشبّب بعروسه والفخر والإعتزاز بالأسرة وشيمها ، كما تتناول مغاني "البوطويل" الحبّ والزواج والأمومة والأبوة والبنوّة وغير ذلك من المواضيع الإنسانية العاطفية الرقيقة . * ـ قالت أمّك يا بنيّتي ، ومسرع ما مشيتي ، وفي الحوش منهو خلّيتي ؟ . * ـ وعلاش تبكي يأمّ السوار ، والدمع قطّار ، وإنتِ نزلتي خيار الدار . ومن مغاني " البوطويل " التي تردد بإستمرار عند مباشرة الفرح تذكير الحاضرين بالصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلّم ، وأستحضاره في القلب ـ وكذلك الإمام عليّ كرّم الله وجهه ـ لجعل العُرس مباركا ، وليتممه الله سبحانه وتعالى بالخير . وهذه المغاني مصاغة على لسان الأم ـ صاحبة الفرح ـ التي تقول أنها كانت تنتظر هذا اليوم السعيد منذ زمن بكل الشوق واللهفة . 1 ـ باللّه صلّوا يا حضّار ، كبار وصغار ، عالنبي الهادي المختار . 2 ـ حضّرت محمّد وعليّ ، وبديت نكسيّ ، كمّل عليّا يا ربّي . 3 ـ وهذا النهار اللّي نبّيه ، والقلب شاهيه ، وإجعل محمّد حاضر فيه . 4 ـ على أوّل ما نبدأ البادي ، هيه يا أسيادي ، بالصلاة عالنبي الهادي . اترككم مع القليل مما تحصلت عليه من هذا الفن الذي يكاد يندثر في افراحنا . ولعل في هذه الصفحة يكون مدون للاجيال القادمة . سقدتها ورشيت قمح وراها وودعت وداع قدا مولاها ** يعنى بهدا ان الام زفت بنتها الى بيت زوجها
Nabil M Belkhair