عام الثلج فبراير 1949:-
في مثل هذه الأيام 2و3و4 فبراير قبل 68 سنةٍ مضت كان هذا الحدث وهو عام الثلج في #غريان ،، الصورة الأولى للحاج السنوسي الدوكالي رحمة الله عليه والورقة التي كتبها بيده عن تلك الفترة،، اما الصورة التانية والثالثة فهي من موقع ايطالي، وعن مذكرات جندي بريطاني يروي فيها تفاصيل عما شاهده بتلك الفترة.
Snow storm in west of libya 1949:
الكثير منا سمع عن سنة تهاطل بها الثلج بكثافة شديدة وعم مناطق واسعة اطلقوا عليها عام الثلج وكانوا يؤرخون بها.
فترة الاربعينات تميزت بأنها كان بها عدد من المواسم الباردة والممطرة خصوصا بالنصف الاول من العقد ، الا انه في سنتي 47-48 حل قحط شديد وجفاف خصوصا بالاجزاء الغربية والوسطى من البلاد.
ثم جاء موسم 1948-1949 هذا الموسم شهد عدد من المنخفضات القوية والماطرة كما شهد زيادة وشدة في نزول الكتل السيبيرية القطبية نحو حوض البحر المتوسط.
في بداية فبراير 1949 كان هناك تقلبات في منطقة شرق المتوسط ولكن مع بداية لتعمق المرتفع الازوري فوق غرب اوروباوتعمقه نحو شمال غربها.
هذا فتح المجال لاندفاع كتلة سيبيرية قطبية شديدة البرودة نحو البلقان وايطاليا ثم نحو وسط المتوسط وليبيا لاحقاً.
يوم 2 فبراير تشكل منخفض جوي عميق وسط المتوسط ازداد قوة وشدة مع تمركزه فوق خليج سرت لاحقا ولمدة 3 ايام.
هذا مادفع بتيارات شمالية تماما وعاصفة نحو غرب ليبيا مؤدية الى انهمار الثلوج بكثافة ولمدة 48 ساعة متواصلة على المرتفعات الجبلية.
وتساقط الثلوج على اغلب المناطق المنخفضة والساحلية مثل طرابلس وصولا الى مزدة جنوب الجبل.
المنخفض العاصف استمر الى يوم 5. فبراير قبل ان يتنقل شرقا تدريجيا .
...............
هذه العاصفة تعتبر واحدة من اقوى المنخفضات والظواهر الجوية بالتسجيلات المناخية بليبيا.
- في غريان سجل ارتفاع الثلوج 4.5 متر ( 15 قدم) وهذا الامر سجل على طول مناطق الجبل.
- الثلوج غطت كافة مناطق الجبل وبارتفاعات مذهلة وادت الى طمر المنازل والطرق ومظاهر الحياة ويروى ان الناس عجزوا عن فتح ابواب او نوافذ منازلهم ، كما طمرت ( حياش الحفر) المنازل المحفورة تماما بالثلوج التي تدفعها الرياح ما ادى الى وقوع الكثير من الضحايا.
وتدخل القوات البريطانية ( قوات الحلفاء) لاغاثة المناطق وفتح الطرق.
- في حصيلة اولية بعد يومين كان عدد الضحايا في بعض مناطق الجبل كالآتي :
الأصابعة : 37 حالة وفاة .
يفرن : 24 .
غريان : 23 .
ككلة : 14 .
الرابطة : 5 .
وهي ماتم حصره وقد تكون اعداد الضحايا اكبر بكثير.
اما الاغنام والماشية فقد هلكت اعداد كبيرة جدا منها.
- ايضا فقد حاصرت الثلوج عدة فرق ومعسكرات لقوات الحلفاء في منطقة ترهونة وغريان ومزدة وتم انقاذهم لاحقاً.
- الخرائط تبين تقارب خطوط الضغط مايدل على ان الرياح بلغت سرعات عالية مع انخفاض حاد لدرجات الحرارة.
- مما يذكر ان الثلوج ظلت تغطي الارض لفترة تقارب 40 يوم وببعض الاماكن التي لاتصلها الشمس لفترة قاربت 60 يوم.
وهذا يدل على سيطرة الاجواء الباردة والصقيع لفترة طويلة.
في النهاية هذا يعتبر من اقوى الاحداث المناخية التي مرت ببلادنا والتي لاتتكرر الا بعد عقود.
خلد الشاعر موسى الجيلاني النالوتي هذه الحادثة بقصيدة أنشدها في ذات الأيام يقول فيها :
هيّل تهييل .:. من الجو تْقول غرابيل
جامد لا يجري لا يسيل .:. تكدس في وسط الحيشان
حادث والناس مغافيل .:. ما يعلمهم كان السبحان
فهل ياترى نرى مثلها مرة اخرى في ايامنا او خلال السنوات القادمة؟؟؟.
= للاسف لم اجد صور توثق هذه الحالة لندرتها في تلك الفترة وعدم وجود ارشيف يوثق تلك السنوات، وايضا حالة البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، ماعدا صورة واحدة ونادرة التقطت بعد هطول الثلوج بما يقارب الاسبوع ويظهر بها ارتفاع الثلوج الكبير رغم ذوبان جزء هام منها.
منقول عن المركز الثقافي تغسات -بمدينة غريان.